الخميس، 27 أبريل 2017

مفھوم الشغل

مفھوم الشغل

المحور الأول: الشغل خاصیة إنسانیة:

1- إشكال المحور: 

لماذا یعتبر الشغل فاعلیة إنسانیة ؟و ما ھي المعاني و القیم التي یضیفھا على الوجود الإنساني ؟تحلیل نص كارل ماركس: الشغل سیرورة وتوسط

-1 إشكال النص:

ما ھو الشغل ؟ و بأي معنى یمكن اعتباره فاعلیة إنسانیة ؟

-2 أطروحة النص:

یتحدد الشغل بوصفة فعلا یتم بین الإنسان و الطبیعة، بموجبھ یقوم العامل بتحویل المواد الطبیعیة الأولیة و یضفي علیھا علیھا صورة انطلاقا من تصوراتھ العقلیة القبلیة. و ھكذا یتمیز الشغل عند الإنسان بطابعھ الغائي حیث یختلف عن العمل عند الحیوان الذي یظل مجرد فعل غریزي. و ھذا ما یجعل الشغل فاعلیة خاصة بالإنسان و حده .

-3 مفاھیم النص:

* الشغل / الإنسان :

بولسطة الشغل یتدخل الإنسان في الطبیعة و یغیرھا، بأن یمنحھا شكلا معینا و یجعلھا مفیدة لھ في حیاتھ . ھكذا فالشغل لھ آثار إیجابیة على حیاة الإنسان؛ إذ یحقق لھ الرفاھیة في العیش و یحقق لھ منافع كثیرة. غیر أن ھذا التأثیر یطال الإنسان أیضا، فینمي ملكاتھ العقلیة و یطور سلوكھ و یرتقي بذوقھ.

* الشغل / الوعي والإرادة:

الشغل عند الإنسان خاضع للإرادة و یحضر فیھ الوعي؛ ذلك أن الإنسان یفكر بشكل مسبق في كیفیة إنجازه لعملھ قبل أن یحققھ على أرض الواقع. و ھذا ما یجعل الشغل عند الإنسان ذا طابع غائي؛ أي أن الإنسان یعي شغلھ و یحدد لھ غایات معینة قبل عملیة إنجازه.

* مسار الشغل :

یتضمن مسار الشغل أو سیرورتھ ثلاثة عناصر أساسیة :
أ- النشاط الإنساني:
- نشاط جسدي .
- نشاط عقلي .
ب- موضوع الشغل: المواد الطبیعیة الأولیة.
ج- وسائل و أدوات الشغل .

-4 حجاج النص:

من أجل توضیح أطروحتھ، استخدم ماركس مجموعة من الأسالیب الحجاجیة:
أ- أسلوب العرض و التفسیر:
*المؤشرات اللغویة الدالة علیھ :
- إن الشغل …
و في الوقت الذي … فإنھ …
- إن نقطة انطلاقنا ھي …
- إن النتیجة التي ینتھي إلیھا الشغل …
* مضمونھ:
- تعریف الشغل باعتباره فاعلیة تدخل الإنسان و الطبیعة في علاقة منتجة لقیم نافعة .
- الشغل لا یغیر الطبیعة فقط ، بل یغیر أیضا ملكات الإنسان و قدراتھ الإبداعیة أیضا .
- الشغل فاعلیة إنسانیة .
- نتیجة الشغل توجد بشكل قبلي في ذھن العامل و مخیلتھ .
ب- أسلوب المقارنة:
الشغل عند الإنسان
العمل عند الحیوان
- الحائك – المھندس
- مھارة عقلیة.
- عمل غائي .
- القصدیة و التخطیط و البرمجة .
- عمل حر و اختیاري .
- العنكبوت – النحلة .
- مھارة غریزیة.
- عمل آلي .
- التلقائیة و العفویة الطبیعیة .
- عمل إجباري و خاضع للضرورة البیولوجیة .
← ھكذا یثبت كارل ماركس من خلال ھذه المقارنة، بأن الشغل بالمعنى الدقیق ظاھرة خاصة بالإنسان وحده، لأنھ فعل غائي و قصدي، یحضر فیھ الوعي و الإرادة العاقلة و الحرة للإنسان .

تحلیل نص نیتشھ:

-1 إشكال النص:

ماھي انعكاسات الشغل على الفرد العامل ؟
و ما ھي القیم التي یضیفھا الشغل على الوجود الإنساني ؟
-2 أطروحة النص :
إن الشغل الشاق في نظر نیتشھ یحول دون تحقیق الرغبات و المیولات الفردیة، فھو یھدر طاقات الإنسان الفردیة والإبداعیة . إن الغرض منھ ھو فقط إشباع حاجات حیوانیة بسیطة، كما یھدف إلى تحقیق الأمن و الاستقرار و الھدنة الإجتماعیة.

-3 مفاھیم النص:

* نعمة الشغل : إیجابیات الشغل و آ ثاره الحسیة على الإنسان .
* الأفعال المجردة: ھي مجموعة من التعالیم المسطرة نظریا، والتي تحدد لأفراد المجتمع ما یجب فعلھ.
* العلاقة بین الخطاب الذي یمجد الشغل والفرد:
یرى نیتشھ أن ھناك خلفیة فكریة وإیدیولوجیة تقف وراء الخطابات التي تمجد الشغل وتمدح الممارسین لھ، وھي التي تتمثل في التحكم في أفعال الأفراد وتوحیدھا بغیة تحقیق النظام والاستقرار داخل الجماعة. ھكذا تستغل ھذه الخطابات الشغل إیدیولوجیا لصالحھا، مما یجعلھا تخشى كل عمل أو مبادرة فردیة.
* العلاقة بین الشغل الشاق من جھة والفكر والرغبة الفردیة من جھة أخرى:
إن الشغل الشاق – من الصباح إلى المساء – یعرقل التفكیر الفردي، ویلجم رغبات ومیولات الفرد الذاتیة، ویھدر طاقتھ العصبیة في تحقیق أھداف وضیعة تتمثل في إشباع حاجات الجماعة من أجل تحقیق الھدنة والنظام، وإن كان ذلك على حساب شقاء الفرد وكده المستمر.
← ھكذا نجد أن الفیلسوف الألماني نیتشھ یوجھ نقدا للشغل الشاق من الصباح إلى المساء، باعتباره مصدر شقاء للفرد ویقتل مواھبھ ومیولاتھ الشخصیة، حیث یصبح ھذا الأخیر أداة طیعة في ید الجماعة تحقق من خلالھ مصالحھا وأھدافھا الإیدیولوجیة.

المحور الثاني: تقسیم الشغل

إشكال المحور:
ماھي آثار تقسیم الشغل على وجود العامل؟
وكیف یؤدي تقسیم الشغل إلى الحفاظ على تماسك المجتمع؟
تحلیل نص جورج فریدمان : النظام الآلي
-1 إشكال النص:
ما ھي آثار تقسیم الشغل على نفسیة العامل؟

-2 أطروحة النص:


لقد أدى تقسیم الشغل إلى آثار سلبیة على العامل، حیث لم یعد یتحكم في عملھ عن طریق التفكیر فیھ و التخطیط لھ، بل حدث انشطار بین العمل و التفكیر لدى العامل؛ فأصبح یقوم بعمل آلي خال من كل حافز أو تفكیر عقلي حر .

-3 مفاھیم النص:

* تقسیم الشغل/العامل:
لقد أصبح الشغل مع نظام الآلیة أكثر تجزیئا و تخصصا، و أصبحت الآلة تعوظ عمل الإنسان في الكثیر من المھام. و ھذا
ما أدى إلى تقلیص مساھمة العامل في الإنتاج و إضعاف ذكائھ، ولم یعد یتحكم في مسار الشغل وفي الأھداف المرسومة لھ.

* الشغل /تفكیر
العامل:
لم یعد العامل یوظف تفكیره وذكاءه في التخطیط للإنتاج ورسم أھداف الشغل، بل أصبح تدخلھ ینحصر في بعض
العملیات التي تكمل عمل الآلة. ھكذا أصبح العامل مكرھا على المشاركة في عملیات فارغة من كل قیمة فكریة. وحدث
نوع من الانشطار بین العمل والتفكیرلدیھ.

-4 حجاج النص :

اعتمد صاحب النص على آلیتین حجاجیتین رئیسیتین من أجل إبراز أطروحتھ:
أ- آلیة الوصف:
*المؤشرات اللغویة الدالة علیھا :
+ إن تقسیم الشغل ... یخلق ...
+ أصبح ... أكثر تجزیئا ... أصبحت...
+ ... وضع قطعة تحت ...
ب- آلیة النقد:
*المؤشرات اللغویة الدالة علیھا:
+ لم یعد العامل یختار و یقرر ...
+... و ھو مكره على المشاركة في عملیات فارغة ...
+ ... تبرز لنا قساوة تقسیم الشغل .
*مضمونھما:
ھكذا قدم لنا فرید مان و صفا للوضعیة التي یعیشھا العامل في ظل نظام الآلیة و تقسیم الشغل، لیوجھ انتقادا واضحا إلى ھذا النظام الذي أدى إلى تبلید العامل و تشییئھ، و إحداث انشطار و فصل بین إرادتھ وتفكیره من جھة، و ما یقوم بھ من
عمل داخل المصنع من جھة أخرى .تحلیل نص إمیل دور كایم: لماذا یؤدي تقسیم الشغل إلى التماسك الاجتماعي ؟
-1 إشكال النص:

ما ھي آثار تقسیم الشغل على المجتمع ؟

-2 أطروحة النص :

یولد تقسیم الشغل مشاعر الإنتماء إلى الجماعة، كما یؤدي إلى تماسكھا و خلق تنافس إیجابي بین أفرادھا، مما ینتج عنھ تطور في الإنتاج و حیویة و استمراریة في العمل .

-3 مفاھیم النص :

* الفرد / المجتمع:
- لایستطیع الفرد أن یكتفي بذاتھ، فھو في حاجة إلى المجتمع من أجل تحقیق ما ھو ضروري بالنسبة إلیھ.
- الفرد یشتغل من أجل المجتمع.
- الفرد جزء لایتجزء من المجتمع، فھناك روابط أخلاقیة و روحیة تدفعھ إلى أن یشتغل من أجل الآخرین.
* الشغل / النشاط الوظیفي:
یؤدي النشاط الوظیفي إلى تطویر الشغل و خلق تنافس و حیویة و استمراریة داخل المجتمع .

-4 حجاج النص :

استخدم صاحب النص أسلوبین حجاجین ر ئیسیین من أجل توضیح أطروحتھ:
أ- أسلوب التحلیل:
* المؤشرات اللغویة الدالة علیھ:
- و بما أن الفرد ... فھو ...
- كما أنھ ...

- ھكذا [ أسلوب الاستنتاج ] .
* مثل ھذه المشاعر لیس من شأنھا فحسب أن تولد ... و إنما تولد أیضا ...
* مضمونھ:
لایستطیع الفرد أن یحقق اكتفاء ذاتیا و یلبي كل الضروریات التي یحتاج إلیھا، ولذلك تتولد لدیھ روح الإنتماء إلى المجتمع، فیسعى إلى تقدیم تضحیات و مجھودات من أجل المساھمة في تحقیق النظام داخل المجتمع .
ب- أسلوب
الإثبات:
* المؤشرات اللغویة الدالة علیھ:
- لا یتطور... إلا...
- إن الأسباب التي... ھي نفس الأسباب التي...
- حینما یزداد... سینعكس...
- وبالإضافة إلى ذلك، فإن تقسیم الشغل...
* مضمونھ:
یؤدي النشاط الوظیفي والمتخصص في الشغل إلى خلق المنافسة والحیویة وتطویر الإنتاجیة.
المحور الثالث: الشغل بین الاستلاب والتحرر
* إشكال
المحور:
ھل الشغل خضوع للحاجة ولنظام النشاط المنتج أم ھو إبداع للذات ؟ وھل الشغل استلاب أم تحرر ؟
تحلیل نص سارتر: الشغل تحرر

-1 إشكال:

النص: ھل یؤدي الشغل إلى استعباد العامل ونفي ذاتھ أم أنھ على العكس من ذلك مصدر لتحررھا وتحقیقھا على مستوى الأشیاء الطبیعیة ؟

2- أطروحة النص:

یرى سارتر أنھ بالرغم مما في نظام التایلوریة في الشغل من استعباد وقھر، فإنھ مع ذلك عنصر محرر لذات العامل؛ إذ یؤدي إلى إثبات ذاتھ على الأشیاء الطبیعیة ویعمل على تحویلھا إلى منتوجات صناعیة مفیدة. إن الشغل إذن أداة تحررللإنسان، خصوصا وأنھ یخضع لقوانین ولا یتم تحت نزوات التملك لرب العمل.

3- مفاھیم النص:

* الشغل/الاستعباد: تتجلى مظاھر الاستعباد في الشغل فیما
یلي: - لا یختار العامل شغلھ.
- لا یختار العامل زمن شغلھ. 
یتقاضى العامل أجرة ضئیلة لا تتناسب مع مجھوده في العمل.
- تبلید العامل وتشییئھ، والتعامل معھ كآلة.
 - الروتین وتكرار نفس الحركات فيالعمل. 

>>> ھكذا یؤدي:

الشغل تحت نظام الآلیة إلى العدید من أشكال القھر والاستعباد بالنسبة للعامل.
* الشغل / نظام التایلوریة:یقوم نظام التایلوریة في الشغل على تجزيء العمل، من خلال قیام العامل بحركات مضبوطة ومكررة تستھدف استغلال جھده من أجل الرفع من الإنتاج. وھو ما جعل ھذا النظام یؤدي إلى تشیيء العامل ونفي كل حریة وإبداع لدیھ في الشغل.

* الشغل / الحریة:
الشغل مجال لتحرر الذات لأنھ:
- لم یعد یتم تحت نزوات التملك لرب العمل، بل أصبح یخضع لقوانین تضمن الحقوق المشروعة للعامل.
- یجعل الإنسان/ العامل یثبت ذاتھ على الطبیعة، فیحول أشیاءھا ویتحكم فیھا.

-4 حجاج النص:

استخدم صاحب النص مجموعة من الأسالیب الحجاجیة من أجل توضیح أطروحتھ:
* المؤشرات اللغویة الدالة علیھ:
- یمثل الشغل...
-بھذا المعنى ...
- من المؤكد أن ...
- فھو یجزىء نشاط العامل ...
- إن رب العمل یختزل ...
- وھكذا یمیل ...
*مضمونھ: 
إن الشغل مبدئیا ھو أداة ثوریة یحرر من خلالھا الإنسان ذاتھ ویحققھا، لكنھ في ظل شروط نظام الآلیة تحول إلى أداة لاستعباد العامل نظرا لما یتخللھ من إقصاء لوعي وإرادة العامل في الشغل، والتعامل معھ كآلة للإنتاج.

 أسلوب المثال:

- الاستشھاد بمثال تورده السیدة " ستایل " في مذكرة رحلتھا إلى روسیا في بدایة القرن 18 م.
* مضمونھ:
عشرون قنا من الأقنان الروس، یعزف كل واحد منھم نوطة واحدة بشكل متكرر كلما كان ذلك ضروریا، بحیث أصبح كل واحد منھم یحمل اسم النوطة التي یعزفھا. وھذا شبیھ بما یحدث للعمال في نظام التایلوریة؛ حیث یتم اختزال شغل العامل
في قیامھ بحركات متكررة مئات المرات یومیا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More